روحي شفيعي: ملايين النساء في إيران يواجهن الخطر رغم انتهاء الحرب

روحي شفيعي: ملايين النساء في إيران يواجهن الخطر رغم انتهاء الحرب
الكاتبة وعالمة الاجتماع، روحي شفيعي

اعتبرت الكاتبة وعالمة الاجتماع المتخصصة في الشأن الإيراني روحي شفيعي، أن ما حدث خلال الحرب الأخيرة التي دامت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل، ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل تحوّل إلى أزمة بنيوية شاملة، تصدرت النساء قائمتها من حيث حجم المعاناة، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء المرأة، اليوم الثلاثاء.

وقالت شفيعي: "النساء الإيرانيات واجهن صدمة مزدوجة، فقدان المأوى والأحباب من جهة، ومواجهة آلة القمع الحكومي من جهة أخرى، فوضع النساء بعد الحرب بات معقّداً ومتعدد الأبعاد، فبينما تمكنت النساء الثريات من مغادرة البلاد أو اللجوء إلى الشمال الآمن، بقيت الملايين من النساء الأكثر هشاشة في مناطق الخطر، محرومات من الأمن أو المساعدة أو حتى الصوت".

وأضافت شفيعي: "الحرب كشفت مجدداً حجم الضغط الاجتماعي والسياسي الذي تُمارسه السلطات ضد المرأة، فالنساء لم يفقدن فقط منازلهن ومصادر رزقهن، بل يخضعن لضغوط يومية بسبب انعدام الشفافية، الاعتقالات، والتهم الملفقة، وخاصة تهمة 'التجسس لأجل إسرائيل، التي أصبحت ذريعة جاهزة لقمع أي صوت معارض أو ناشط".

حملة قمع غير مسبوقة

تشير التقارير المحلية وشهادات النشطاء إلى أن السلطات الإيرانية أطلقت حملة اعتقالات واسعة، استهدفت الناشطات والصحفيات والمواطنات، تحت مزاعم "التخابر" أو "التحريض"، ما أسهم في خلق أجواء من الرعب.

وقالت شفيعي: "نعيش اليوم حالة من الانفصال التام بين المواطن والنظام. لا توجد إحصاءات رسمية للضحايا أو المعتقلين، والعائلات لا تعرف شيئاً عن مصير أبنائها. القمع بات شاملاً وصامتاً، يشبه تماماً طيف الحرب الذي لا يزال يحوم فوق المدن الإيرانية".

وأوضحت أن خطاب النظام الذي يزعم "الانتصار" في الحرب رغم الدمار الواسع والهزيمة الميدانية، يُظهر حالة من الإنكار والعزلة السياسية "الرد العسكري الضعيف والمحدود، والفشل في حماية العمق الإيراني، تسببا في انهيار ثقة المواطنين، ولا سيما النساء اللواتي كُنّ خط الدفاع الأول عن الأسرة والمجتمع خلال الأزمات".

معاناة اللاجئين الأفغان

لم يقتصر القمع الإيراني بعد الحرب على المواطنين الإيرانيين فحسب، بل طال أيضاً شريحة واسعة من اللاجئين الأفغان، الذين يقدّر عددهم بالملايين، ويشكلون جزءاً رئيسياً من النسيج الاجتماعي في المناطق الحدودية.

واتهمت السلطات عدداً من اللاجئين بـ"التجسس" لأجل إسرائيل، وشرعت في تنفيذ موجات ترحيل جماعي دون محاكمة أو أدلة.

وقالت شفيعي: "تستخدم الحكومة ذريعة الأمن لتصفية حسابات سياسية وعرقية. يتم ترحيل الآلاف من اللاجئين الأفغان بشكل تعسفي، وتُمنع عائلاتهم من التواصل معهم أو معرفة مصيرهم، وهذا كله يحدث في ظل غياب تام للرقابة أو الشفافية".

وتابعت: "لواء فاطميون يمثل الوجه الآخر لهذا الاستغلال، حيث جُنّد آلاف اللاجئين الأفغان سابقاً للقتال في سوريا، والآن يتم طردهم أو التنكيل بهم. إنهم يعيشون في بلد لا يمنحهم الحق في التعليم أو المشاركة المجتمعية، ويتعرضون للتمييز الممنهج".

دولة في أزمة مركبة

ترى شفيعي أن ما يحدث في إيران اليوم ليس أزمة طارئة أو مؤقتة، بل بداية لانهيار منظومة الحكم. فالحرب كشفت هشاشة الدفاعات، والفساد المستشري، والعجز عن حماية السيادة، وتضخم القمع الداخلي كأداة لبسط السيطرة.

وقالت: "السلطة عاجزة عن السيطرة على المجال الجوي، وغير قادرة على كشف الجواسيس، بينما تسوق خطاباً عن الاستقلال والسيادة لا يصدقه أحد، فالمجتمع يعيش في حالة من الرعب والصمت، فيما تتراكم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية دون أي خطة إنقاذ واضحة".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية